القنوات الفضائحية
و خطبة الشيخ
(المنافق بن كذاب الشهواني) !..
الحمد لله الذي هداني و هداك للإسلام و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. و ما كنتُ لأحصل على شرف كتابة هذه الحروف و لا كنتَ لتحظى بشرف قراءتها لولا فضله جلّ في علاه.. هو الإله الذي لا إله إلا هو.. هدانا بكرمه، هدانا رغم حقارتنا و ضيّع الكثير منا لما ظلموا أنفسهم و أهلكهم كبرهم، فيكفي هذا لنظل نرتعش بين يديه حتى يرضى عنا و يأخذنا إليه..
و أشهد أن محمدا، عبده و رسوله، قد أدى الأمانة و بلّغ الرسالة الصادقة بدمه و جهده و وقته و شرفه حتى أتاه اليقين و مات شهيدا، كما يستحق عليه صلاة ربي.. مسموما، مغدورا.. فاللهم آته الوسيلة و الفضيلة التي وعدته و ابعثه مقاما محمودا.. و شفعه فينا يا الله.
أما بعـــــد..
إنّ تبدّل درجات الإيمان و تفاوتها لأمر عجيب، غريب !.. فمن القمة إلى الحضيض، نسأل الله العفو و العافية.. لكنها الغفلة و طول الأمل و اتباع خطوات شياطين الإنس و الجن، و المعاصي التي تقود أصحابها من درك إلى درك أسفل منه..
و لم أحسب يوما أن الأفلام و المسلسلات و الفيديوكليبات أو (الفيديو كلبات) و الإشهارات و الرنات تؤثر في "الإسلام" لهذا الحد !.. و طالما تساءلت عن سبب تضييعي للصلاة في وقتها عندما أعود للبيت في عطلة نهاية الأسبوع الجامعية.. حيث ينتظرني التلفاز الأسود، المقدّس، في أكثر الأماكن استراتيجية بالمنزل.. و طالما تساءلت عن سبب تبلّدي و غفلتي و نسياني مفهوما اسمه الوقت و ساعة فوق رأسي تجري دون كلل أو موت، و لا أنتبه إلا و قد غربت الشمس و أنهت اليوم دون علمي " آآه.. تبا !.. نسيت الصلاة "..
أستغفر الله.. إنها تلك القنوات اللعينة، التي تقودك بسلاسة و تحقن في عينيك مخدرا و تناول عقلك مسكرا باردا يجعلك بلا حراك مكانك كأنك قطعة من أثاث الصالون.. فتلك القنوات، لعن الله القائمين عليها، تستفيد من آخر اكتشافات و تطويرات علم الإعلام و البث الفضائي التي وصلت إلى درجة رهيبة من التطور في فن "سحر المشاهد" و "إلصاقه بالكرسي" باستعمال علم "الجرافيزم" و تقنيات "المونتاج" الذكية التي هي خليط من الألوان و الصور المزيّنة و النساء المتبرجات التي لا نجد مانعا من التهامهن بأعيننا، طالما أنهن لسن (حقيقيات) و إنما صور.. و هذا هو الأخطر !.. بل ما تراه على الشاشة من تبرج و سفور، ربما لن تراه في الشارع ما حييت !..
فأي مصيبة حلّت على الأمة منذ جاءت تلك القنوات تحت ما يطلقون عليه المنافقون باسم الحرية الإعلامية و التطور و التخصص و متابعة الركب !..و ما نوعية المسؤولين عن تلك القنوات بالضبط ؟.. هل هم يهود ؟.. أم شياطين إنس، لا يهمهم أن يخرّبوا أخلاق أمة بأكملها إذا كان ذلك يرفع رصيدهم من الأموال و يمكّنهم من زيارة المزيد من عواصم العالم و الزنا بفتيات من بلدان مختلفة و شرب خمور، سيغمى عليك لو سمعت ثمنها، و يتظاهرون بالسعادة و يتصنّعون الرخاء و الهناء.. لكن، هيهات.. لن يتركهم الله بسلام و سيحيل حياتهم بكل ما فيها من مشتهيات و ملذات إلى "معيشة ضنكا" بقدرته العظيمة.
دعنا من هؤلاء، فحتى لو أزكموا أنوفنا بعشرات القنوات "الفضائحية" فنحن غير مجبرين على مشاهدتها و لا يقف جنود المارينز يصوّبون الرشاشات على رؤوسنا و يلتهمون "الهامبرجر" حتى لا نغفل لحظة عن النظر إليها.. لكن كيف تقنع الأسر بهذا ؟.. كم عدد الآباء الذين هم في استعداد ليراقبوا التلفاز مراقبة صارمة ؟.. كم عدد الذين يملكون ما يكفي من الشجاعة ليزيلوا الصحن الفضائي أو التلفاز نفسه ؟.. هنا يكمن المشكل !..
فالقوم مسحور، مخدوغ.. يردد أنغام الموسيقى و أحداث المسلسلات الدرامية، (الفُحشية).. و كأن شيئا لا يحدث !.. و كأن كل شيء على ما يرام !.. و هنا تُغسل الأدمغة غسلا، و عندما يلتفتون إلى الالتزام و التدين، العفة و الأخلاق، النهي عن المنكر و الحرام ترى في وجوههم اشمئزازا و ربما قال أحدهم دون استحياء ( ما هذا التخلف ؟.. أنظر إليهم كيف يتمتعون و يلهون، أنعم عليهم الله في كل شيء، و نحن لازلنا نعيش في مستنقع التخلف و العُقد و تحريم كل شيء !.. ).
لاحظ أنه عندما تتكلم الشهوة، يغيب المنطق تماما.. قال " تحريم كل شيء.. " و لو سألته ( من يُحرّم بالضبط ؟ ) لتلعثم و قال ( أنتم... و ) ثم يخرج عن الموضوع مرة أخرى ( لو تعرفون قيمة الإسلام الحقيقية.. إنها ليست في هذه التوافه، الله أكبر من هذا ) الآن أصبح شيخا علاّمة.. ( فالدين يا أخي في القلب.. حاول أن تفهمني، لا يهتم الله بالمظاهر، باللباس، بالأغاني.. لكنه يرى القلوب و هو الغفور الرحيم ).
بقيت فقط عبارة ( و الصلاة و السلام على حبيبنا محمد ) لتجد هذه المحاضرة "القيمة" في الصفحة الأولى من "موقع طريق الإسلام" تحت عنوان ( التطرف الديني و تجاهل القلوب ) للشيخ "المنافق بن كذاب الشهواني".
كيف تريد من هؤلاء الآباء أن يربوا أولادهم و بناتهم ؟.. كيف تريد من هذه البيوت الباردة أن تساهم بشيء في نصرة الإسلام ؟..
خرّبوا بيوتنا، ذبحوا القليل من الحياء المتبقي لدى بناتنا و أخواتنا بسكين أنيقة "متقدمة".. إلا من رحم ربي.. و مع الأيام يزداد الأمر فداحة و استحالة على الحل.. إلا أنه، أبدا، لن يستحيل على ملك الملوك.. فلندعه أن يردّ كيد هؤلاء في نحورهم و يخرب بيوتهم و يقتلهم بأموالهم و يشتت شملهم و يسلّط عليهم من الأمراض و المصائب ما يشلّهم.. و نسأله أن يجعل من شبابنا أبطالا، يخرجون من بين الحطام حاملين راية الإسلام وسط كل هذا الذل و المهانة.. آمين.
