م
ن يقرأ للرئيس!
ومن صحيفة الوفد نقرأ ما كتبه محمد أمين : لا أحد يعرف من الذي يقرأ للرئيس مبارك.. ولا من الذي يكتب له.. ولا أحد يعرف مستشاري الرئيس لشأن من الشئون، ولا لجهة من الجهات.. كأنها أسرار حربية.. في حين أنك تستطيع أن تعرف بسهولة من يقرأ للرئيس أوباما.. ومن يكتب له.. وتستطيع أيضاً أن تعرف مستشاري الرئيس الأمريكي لأنحاء الدنيا.. والمناطق الساخنة تحديداً.. دون أن يكون في ذلك ما يدعو للسرية بأي حالة من الأحوال.. وأتحدي أن تعرف من يكتب خطاب الرئيس مبارك.. وقد كنا نتكهن ونضرب الودع حول بعض الأسماء.. فلا نعرف علي وجه الحقيقة.. ولا يجيبنا أحد.. لا بالترجيح ولا بالتلميح.. أما في أمريكا فمن السهل أن تعرف أن »مايك كليهر«، هو الرجل الذي يقرأ آلاف الرسائل القادمة للرئيس أوباما.. ثم يتعين عليه أن ينتقي منها بعض الرسائل، ليقرأها الرئيس بنفسه، ويعلق عليها بخط يده.. ويشارك أصحابها معاناتهم.. ولا غضاضة أن يقول أوباما »يتعين علىّ أن أتعلم شيئاً جديداً كل يوم«!!. والأمريكان يطلقون علي الرجل الذي يقوم بمهمة القراءة للرئيس.. بأنه »صوت ال
شعب«.. وهو الذي يختار عشر رسائل ليقرأها أوباما يومياً.. ومن الواضح أن »مايك« يقوم بمهمة شاقة وصعبة للغاية.. لا يتجاهل شيئاً.. ولا يحرقه.. والهدف من كل ذلك أن يعرف الرئيس الأمريكي، مالذي يفكر فيه الأمريكيون.. وماذا يشغلهم فعلاً.. وهناك غاية كبري لدي البيت الأبيض.. وهي أن يرتبط الرئيس بقضايا شعبه.. والغريب أن مدير المراسلات بالبيت الأبيض، لا يقدم الرسائل اللطيفة للرئيس.. إنما يقدم له الرسائل التي يقشعر لها البدن.. وهذه هي ضريبة الرئاسة!! فالأصل أن يعرف الرئيس هموم شعبه.. وأن يقترب من شعبه.. وأن يكون العرض عليه أميناً.. وأن يكون معروفاً من الذي يقوم بهذه المهمة.. والأصل أن تكون الكتابة للرئيس ذات جدوي.. وأن يكون لها مردود.. سواء بخط يد الرئيس.. أو باتصال شخص منه.. لذلك لا يكون غريباً أن تكون قصور الرئاسة في الخارج، مفتوحة للجمهور بلا خوف.. وأن تكون مزاراً.. يحبه الجمهور.. ويعرفون عنه كل شيء.. كيف تنتقل السلطة.. وكيف تدار الدولة.. وكيف يفكر الرئيس في شعبه.. وهل كان صوت الناخبين في محله.. أم لا!!